مات الرسل وبقيت الرسالات ومات الملوك وبقيت الممالك ومات النقباء وبقيت النقابة قضية منطقية لاتقبل الجدل او المناقشة يزول الكرسى ويزول من يجلس عليه ويبقى الكيان شامخا فإن مات الكيان ماتت كل توابعة فالكيان بمثابة الجذر الذى ينبت منه ويتشبع كل الفروع فلا يمكن أن يحيا الفرع والجذر زابل أو اصابه الخوار والسوس كلمة حق قالها أثبت الناس عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ابوبكر الصديق : من كان يعبد محمد فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت فهل بعد ذلك يمكن لأى كائن من كان أن ينازع فى هذا الحق ويكابر ويكون ولاؤه للفرد مهما كان هذا الفرد ومهما كانت معزته وحبه فى القلب فإنه يجب على كل صاحب عقل رشيد أن يعى ويعتبر ولتكن وجهته نحو الله اولاً ثم الوطن نحو الكيان الباقى لا الشخوص الافنياء ونقابة المحامين هذا الكيان الشامخ صاحب البصمات فى تاريخ مصر بل وقلبها النابض حملت منذ قيامها ألام ومتاعب هذه الامة وتحمل ابناؤها على مر زمانها الصعاب من أجل حق ابناء الوطن زادوا عنهم ودافعوا عن حقهم فى الحرية والعيش الكريم وتعرضوا للسجن والعزل والتغريب ولكنهم ابدا لم يهادنوا ولم يلينوا وبقوا دائما فى الصدارة وفى مقدمة الصفوف صدورهم نحو المدافع وظهورهم نحو البسطاء والكادحين واغلبية الشعب المصرى الطيب أبقوا عليه فبقى الشعب يحمل لهم ولنقابتهم كل الخير والتبجيل والاعتراف بجميل الصنع حتى باتت هذه النقابة قلعة كل مظلوم عندما يشتد عليه الظلم يصرخ سأذهب الى نقابة المحامين فيرتعد الظالم واذا لم يرتد عن غيه علمه الرجال الدرس وبقسوة فيرتد عليه جبروته وقسوته الى الانكسار والحسرة .... حينها كان الرجال يعلمون مكانة هذا الصرح وكان من يتشرف بالانتماء اليه يعلم قيمتة وشموخه وقدره ومكانته وقوته فكانت التصرفات وكان الرجال وفق هذا القدر مع أن جميعهم كانوا زعماء كل فى اتجاهه ولكن كل هذا لم يؤثر فى الاحترام المتبادل فكانت الخصومة السياسية بينهم خصومة بين رجال ليس فيها حماقات ولم تستخدم فيها الصغائر وكانت المقارعة والحجة صراع فرسان كلماتهم والسنتهم العفة واقلامهم هى الاسلحة المدمرة التى يمتلكونها الشلوت والكرسى والضرب بالزجاجات والتراشق ببذىء القول والتطاول ـ ايها الاحبة ـ وهى لغة هذا الزمان لم تكن تعرف طريق هذا الصرح المقدس فلما نقبل على أنفسنا أن نكون احفاد وابناء وتلامذة هؤلاء ونحن على هذه الشاكلة اليست هناك فى الوجوه نقطة حياء ألا نستحى ؟ألا نعلم أننا أول ما نسىء نسىء لإنفسنا إنها دعوة للجميع تعالوا نصلح أنفسنا تعالوا نتعلم من تاريخ اسلافنا حتى نستطيع أن نعيد لكياننا ولإنفسنا مكانتنا التى نستحقها فبالرغم من الإنكسارات وبالرغم مما فعلنا بأنفسنا وتجاوزاتنا فى حق بعضنا البعض مازال هذا الكيان صاحب الريادة ونقطة الضوء والامان لدى كل المصريين لإنه ابدا لن تعلو العملة الرديئة على الجيدة ولن تطردها طالما أن فى نقابة المحامين مخلصين ايمانهم بنقابتهم وبمكانتها وانتماؤهم اليها يسبق الفرد بل والنفس وعلى هؤلاء وبهولاء نستطيع أن نعيد تأثيث البيت وعودة الموروث الخلقى والادبى نحن نسن ونشرع ومنا يتعلم الناس فهل نعلم ابناءنا ماتعلمناه من عمد وأساطين النقابة وعظماء وقادة الامة أم نعلمهم اللغة الركيكة التى تأبها النفس وتتأفف عند سماعها الافئدة إذا عزمنا نستطيع أن نفعل ونفعل ولسنا فى حاجة الى قرار إدارى أو إلى قانون أو إلى من يأخذ بيدنا من أجل أن نرجع إلى صورتنا الصحيحة ولغتنا العفيفة .