قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية في افتتاحيتها اليوم الأحد إن المراقبين المصريين والدوليين كانوا يتوقعون أن يشوب الانتخابات البرلمانية التي عقدت في عطلة الأسبوع الماضي التزوير والتلاعب والعنف الذي ترعاه الحكومة، وهذا ما اتضح فيما بعد، لكنهم فوجئوا بهذا التزوير الصارخ والمتفشي في الانتخابات.
وقام بلطجية النظام بالسماح لبعض الناخبين بالدخول إلى مراكز الاقتراع، حتى إن الحكومة أقصت ممثلي المراقبين والمرشحين الذين يحملون اعتمادًا رسميًا، وقاموا بحشو صناديق الاقتراع بغير استثناء حتى لا يفوز أي من مرشحي جماعة الإخوان المسلمين المعارضة في الجولة الأولى. وعلى النقيض، فاز مرشحو الإخوان المسلمين بحوالي 20% من مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات البرلمانية لعام 2005، ورغم ذلك، كانت هذه الانتخابات تتميز أيضًا التزوير والعنف.
وقالت الصحيفة إن الحكم على الانتخابات من قبل الجمعيات المصرية والدولية كان بالإجماع بأنها بعيدة كل البعد عن الديمقراطية وإنها تتميز بالانغماس في الأوتوقراطية والاستبداد، مضيفة إن الرئيس مبارك – البالغ من العمر 82 عامًا – يعرض استقرار مصر للخطر لإن صحته المتدهورة تثير الشكوك حول المدة التي سيبقى فيها في منصبه.
ونظرًا لهذه الحقائق، انتظر المصريون والأمريكيون المعنيون يوم الاثنين الماضي بشغف شديد لمعرفة رد فعل إدارة أوباما على المهزلة الانتخابية. وقد فشلت وزارة الخارجية الأمريكية في إصدار بيان حتى الساعة 7:20 مساءً، وظل البيت الأبيض في صمت حتى يوم الثلاثاء. وما ظهر أخيرًا كانا مجرد تعليقان مترددان لا يمتان بصلة للرئيس أوباما أو وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أو حتى للمتحدثين الرسميين الأساسين باسمهم، بل للمتحدث الرسمي باسم مجلس الأمن القومي و"مكتب المتحدث الرسمي" في الولاية.
وقالوا إن الانتخابات المصرية "مقلقة"، وأعطوا "سببًا لهذا القلق". واستاء المسئولون من التقارير المتعلقة بتداخل وترهيب اليوم الانتخابي من قبل القوات الأمنية. ولأن الولايات المتحدة الأمريكية ترتبط بشراكة طويلة المدى مع الحكومة المصرية، فعندما سئل المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية - بي جي كراولي - يوم الثلاثاء عن الخطوة التالية التي ستتخذها الإدارة، قال إنهم سوف يستمروا في رفع اهتماماتهم وشواغلهم حيثما يكون ذلك مناسبًا. ولكن كانت استجابة القاهرة أكثر مباشرة: فقد رفضت بوضوح "التدخل غير المقبول في شئون مصر الداخلية".
وسوف تتعجب الدول الأخرى التي تراقب هذا التبادل من ضعف واشنطن، ويبدو إن إدارة أوباما تخشى حسني مبارك بشدة – عندما يتعلق الأمر بمن أو بماذا سيخلفه.