انتقلت هيئة محكمة جنايات الجيزة أمس إلى حى «الندى» فى الشيخ زايد لمعاينة مسرح جريمة مقتل «هبة ونادين»، للمرة الثالثة، وسط إجراءات أمنية مشددة، وكانت الأولى أجريت بمعرفة النيابة العامة لاستخراج أدلة جديدة والثانية بمعرفة النيابة أيضا، وهذه المرة لإعادة تمثيل الجريمة، فيما تستكمل اليوم هيئة المحكمة سماع أقوال باقى الشهود فى القضية.
المشهد نفسه لم يتغير فى حى «الندى» الهدوء فى كل مكان، وأفراد الأمن يقفون على البوابات يفحصون الدخول والخروج، أما الشقة أو مسرح الجريمة مازال يحمل الكثير من الغموض والأسرار بين جدرانه، ولم تتغير معالمه كثيرا، سوى قليل من النظافة ومسح آثار الدماء من على الجدران، لكن مازالت ذكريات الجريمة واضحة فى أذهان الكثيرين.
حضر المتهم داخل سيارة شرطة فى حراسة مشددة، يرتدى ملابس السجن البيضاء، وبدأت المعاينة بتمثيل كيفية دخوله إلى الحى، بالصعود فوق «بوكس» كهربائى ومنه إلى داخل الحى، وسأل المستشار محمد عبدالرحيم إسماعيل، رئيس المحكمة، رجال الأمن عن ارتفاع السور، وهل تمت تعليته عقب الجريمة،
وكانت الإجابة «نعم تمت تعليته عن طريق سور حديدى وسلك شائك لمنع تكرار الحادث»، بعدها اقتاد المقدمان هانى درويش وأحمد قابيل المتهم إلى هيئة المحكمة وسأله القاضى «إنت طلعت السور ده» فرد المتهم «أيوه هم اللى طلعونى وهم كمان قالوا لى أصعد على البوكس ومنه إلى داخل الحى»، ونبه القاضى على المتهم بعدم الانسياق وراء أقوال المحامين ومحاولة الادعاء بأن رجال الأمن وراء إجباره على تمثيل الجريمة.
وطلب القاضى فرع الشجرة المحرز فى أوراق الدعوى وقيل إنه يحوى تلوثات دموية من المجنى عليهما والمتهم وقارنه بالشجرة الموجودة فى حديقة حى الندى لبيان إذا ما كان من نفس الشجرة من عدمه، وتبين أنه من نفس نوع الشجرة، وقام القاضى بالتوقيع عليه وطلب ضمه إلى ملف القضية.
ثم تحرك القاضى أسفل شباك الشقة وطلب من رجال الأمن إحضار المتهم الذى أنكر ارتكاب الجريمة وقال إن بعض الضباط طلبوا منه الصعود إلى الشقة، وطلب القاضى إحضار أى شخص لمعرفة إمكانية الصعود للشقة عن طريق الشباك الذى يقع بالطابق الأول، وعندما حضر أحد أفراد الأمن لم يتمكن من الصعود، وقال «أنا هقع» وأحضروا شابا آخر وضع قدمه على الشباك وأمسك فى شباك الشقة بالطابق الثانى وصعد وتمكن من فتحه، وطلب منه القاضى النزول مرة ثانية فتمكن من النزول.
وانتقل القاضى إلى الطابق الثانى لمعاينة الشقة وطلب والد الضحية «نادين» عدم السماح لوسائل الإعلام بالصعود معهم نظراً للخصوصية، بعدها تم فرض كردون أمنى حول وسائل الإعلام.
وخارج مسرح الجريمة كانت الإجراءات الأمنية مشددة أيضاً، وقال والد المتهم الذى كان واقفا فى الشارع إن الضباط تعاملوا معه بقسوة وأخرجوه إلى الشارع، وأنه لا يعرف لمصلحة من يتم منع وسائل الإعلام من تسجيل وتصوير المعاينة، وانتقد أسلوب أجهزة الأمن، مضيفاً أن هيئة المحكمة انتقلت إلى مسرح الجريمة لمعرفة الحقيقة وسمحت للإعلام بالحضور، «وأنا راض بما تنشره وسائل الإعلام سواء كان مع ابنى أو ضده»،
وانتهت هيئة المحكمة من المعاينة فى الثانية والربع ظهرا، ورفض القاضى الإجابة على جميع أسئلة الصحفيين وأكد أنه انتقل إلى مسرح الجريمة لبيان تصور ارتكاب الجريمة بما جاء فى الأوراق من عدمه، وقال حسن أبوالعينين، محامى ليلى غفران، إن المتهم ظهر عليه التوتر داخل مسرح الجريمة وتلعثم فى الإجابة على رئيس المحكمة.
وقال أحمد جمعة، محامى المتهم، إنه مطمئن بأن المعاينة فى صالح المتهم بعدما فشل أحد رجال الأمن فى الصعود إلى الشقة، وعن نجاح فرد آخر فى الصعود، قال إنه شخص مدرب، وأكيد لازم يطلع، وأشار إلى أن الغرفتين اللتين وقعت فيهما الجريمة متجاورتين، فكيف يذبح واحدة ولا تسمعه الثانية، مؤكدا أن الجريمة تحتاح إلى أكثر من شخص لتنفيذها فى وقت واحد.