تقدم أمس مواطنان ببلاغ إلى المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام ضد عضو مجلس الشعب عن إحدى دوائر الصعيد، يتهمانه فيه بخداعهما وشباب الدائرة بعد أن أخل باتفاقه معهما ورفض دفع المبالغ المالية التى اتفقا عليها مقابل دعمه فى الانتخابات الأخيرة، والتى دخلها النائب للمرة الأولى كمرشح عن الحزب الوطنى الديمقراطى.
وقال أيمن قرنى وطلعت رياض فى بلاغهما الذى يحمل رقم 21329 عرائض النائب العام، إن النائب (م.ب) من أبناء إحدى القرى الصغيرة فى محافظة بالصعيد ولا يقيم فيها منذ 25 عاما تقريبا، حيث انتقل للعمل فى مدينة شرم الشيخ ثم استقر هناك، وحاليا له استثمارات بالملايين وعاد إلى دائرته ليرشح نفسه فى انتخابات مجلس الشعب.
وأضاف البلاغ أن عضو مجلس الشعب لم يكن يعرف أحدا فى الدائرة، لذلك لجأ للشاكيين بعد أن عرفه عليهما صديق طفولته، مشيرا إلى أنه اتفق مع الشاكيين قبل 10 أشهر على موعد الانتخابات على أن يحضرا له مجموعة من شباب الدائرة الذين لهم ثقل وتأثير فى أنحاء الدائرة ليتولوا الحملة الدعائية له وحشد الأصوات الانتخابية لصالحه، التى أنفق النائب عليها «نصف مليون جنيه».
وزعما أن النائب أوهمهما قبل دخوله إلى المجلس بأنه فى حال نجاحه سوف يعطيهما رواتب شهرية ضخمة بعدما ينتهى من بناء القرية السياحية التى يقوم ببنائها فى الوقت الحالى، نظير الإشراف عليها وإدارتها وذلك خلال دعوته لهما ومجموعة من شباب الدائرة على العشاء فى شرم الشيخ.
وقالا فى البلاغ إن «النائب خالف القانون وضلل الشاكيين وشباب الدائرة وكبدهم خسائر فادحة قدرت بنصف مليون جنيه وأوهمهم وضللهم وضيع حقوقهم وأموالهم واتخذ من التدليس والنصب والفساد ستارا لأغراضه الدنيئة».
وطلب مقدما البلاغ من النائب العام اتخاذ الإجراءات القانونية ضد النائب والتحقيق معه فى النيابة العامة والاستماع إلى شهادة أحد أصدقاء النائب وحلقة التعارف بينهما، حيث كان حاضرا للاتفاق بينهم بالإضافة إلى أحد أعضاء المجلس المحلى.
وتأكيدا للصلة التى تربطهما بالنائب قدم أيمن قرنى صورة من محضر، يختصم فيه صاحب إحدى الشركات النائب وقرنى بسبب نزاع بين النائب وصاحب الشركة حول قطعة أرض بمدينة شرم الشيخ، وجاء اختصام الشاكى فى البلاغ بسبب استعانة النائب به.
وأرفق قرنى أيضا فى بلاغه صورا تجمعه مع النائب خلال الحملة الانتخابية وتوكيلات موثقة فى الشهر العقارى من النائب إليهما لإدارة حملته الانتخابية ومراقبة عملية التصويت فى اللجان، فضلا عن تسجيلات صوتية تضم أحاديث بين الشاكى الأول والنائب قبل وبعد إعلان النتيجة ومع الشهود حول الاتفاق بينهما.
ووفقا للتسجيلات التى حصلت «الشروق» على نسخة منها فإن إحدى المكالمات دارت بينهما عقب قيام النائب باستخراج كارنيه العضوية فى مجلس الشعب، أكد فيها النائب أنه سيجلس مع الشاكى الأول بمفرده ومع باقى الشباب بمفردهم، مبديا غضبه من عدم قيامهم بحشد الأصوات كما كان متفقا عليه.
وقال الشاكى أيمن فوزى لـ«الشروق» إن النائب وعده قبل الانتخابات بمبلغ 200 ألف جنيه فى حال فوزه فى الانتخابات، بالإضافة إلى 250 ألف جنيه لصالح شباب الدائرة الذين ساندوه خلال فترة الانتخابات إلا أنه لم يلتزم باتفاقه معهم بعد الانتخابات. وأوضح أن النائب التزم معهم بسداد مبالغ شهرية لهم طوال فترة تعارفهم، حيث كان يقوم بمنحهم مبالغ مالية مقابل جولاتهم معه والحملة الدعائية التى يقومون بها، لافتا إلى أنه حصل من النائب على 30 ألف جنيه منه خلال الفترة التى جرت فيها الانتخابات للإنفاق على شباب الحملة.
كان النائب (م. ب ) فئات نجح فى الانتخابات الأخيرة بعدما خرج النائب الإخوانى الذى كان مرشحا على نفس المقعد من الجولة الأولى ونافس فى جولة الإعادة مع النائب الأسبق الذى كان مرشحا معه على مقعد الفئات من قبل المجمع الانتخابى للحزب الوطنى.