ميلاد إسحاق زخارى المدير العام
الجنس : عدد المساهمات : 521 تاريخ الميلاد : 07/01/1976 تاريخ التسجيل : 08/04/2010 العمر : 48
| موضوع: «جرجس» و«أبانوب» و«مريم» و«مينا».. شهداء من دمنا الأحد فبراير 20, 2011 6:23 pm | |
| لم يلتزموا الصمت تجاه ما يحدث، ولم يحرصوا على البقاء فى بيوتهم خوفاً من الموت، خرجوا يداً واحدة أقباطاً ومسلمين، بداخلهم إيمان صادق بأحقية مطالب العامة، وضعوا حب الوطن نصب أعينهم، آمنوا بأن الشهادة واجب لا مفر منه، فسجلوا تضامنهم بدمائهم عبر مواقف بطولية صنعوها أثناء تقديمهم المساعدة لمئات من المصابين فى أحداث «أيام الغضب» بنقلهم إلى المستشفيات، منهم من تقدموا فى المظاهرات بشجاعة، ومنهم من أرادوا توثيق تلك اللحظات التاريخية عبر هواتفهم الخاصة فنالوا الشهادة، تاركين ابتسامة تعلو صورهم التذكارية فى منازلهم ووسام شرف يفخر بهم آباؤهم وذووهم.. هكذا سجّل الأقباط المصريون تضامنهم مع الثورة ليكتبوا تاريخ مصر من جديد.
«جرجس» عاش 30 سنة دون أن يشارك فى السياسة.. واستشهد فى أول تظاهرة له
كغيره من الشباب ممن قضوا أعمارهم يلهثون وراء «لقمة العيش»، عاش ثلاثين عاما من عمره يسعى لتوفير مبلغ من المال يؤهله للإقدام على خطوة الزواج بثقة.. سمع كغيره عن تظاهرات «أيام الغضب» التى كان يتابع أحداثها عبر شاشة التليفزيون مع أفراد أسرته.. لكنه هذه المرة لن ينتظر متابعة الحدث عبر الشاشة الصغيرة، فالحدث اقترب كثيراً من مسكنه.. صوت الهتافات يعلو فى كل مكان، ورصاص رجال الشرطة، استوقفه الأمر كثيرا لكنه قرر الخروج الى مكان التظاهرات ليعلم ما يدور من حوله.
وقوفه وسط المتظاهرين لم يدم كثيرا فالرصاصة التى أصابته كانت أسبق إليه من المعلومات التى جمعها عن الحدث، ليضاف جرجس لمعى موسى إلى قائمة شهداء أحداث الثورة وبالتحديد جمعة الغضب. مشهد الموت لم يره أبواه لكنهما عرفاه ممن شهدوا الحادث، فبين طلقات النيران التى خرجت تقصف أعمار المتظاهرين على اختلافها، خرجت واحدة لتخرق جسد جرجس وتفتك بقصبته الهوائية، طبقا لما ورد بشهادة الوفاة، الأب لايزال يذكر تلك اللحظات الحرجة التى أخبروه فيها أن ابنه أصيب ونقل الى مستشفى الساحل فيقول: «واحد من أهالى المنطقة كلمنى وقالى.. ده رقم موجود على موبايل واحد اتصاب فى المظاهرات حد ييجى يتعرف عليه»، لم يدرك الأب حقيقة ما سمع، حاول تمالك نفسه وذهب الى المستشفى يبحث عن ولده بين عشرات المصابين، ليجده واحدا ممن أدرجهم المستشفى فى قائمة الموتى.
رحلة صادمة قطعها الأب المسن لاستخراج شهادة وفاة ولده الأكبر، عقله يرفض أن يصدق ما جرى، وقلبه ينتفض لما رآه بعينيه، يتماسك قليلا لكن ألم الصدمة يسقطه مغشيا عليه، يجتمع الواقفون لإفاقته وينتهى الأمر بمعرفة جميع أفراد الأسرة باستشهاد جرجس فى الأحداث.
كلما فكر الأب فيما جرى لولده الذى كان يجلس بجواره على مقهى قبيل ذهابه لمكان المظاهرات قال: «لو كنت اعرف انه هيروح هناك كنت كسحته أهون ما أنى أشوفه ميت»، يفكر طويلا ويقول: «بس هو واللى زيه راحوا علشان البلد تتولد من جديد».
لم يحتفظ الأب بصورة لولده ولم يحاول تجسيده فى لوحة كبيرة واكتفى بأن تظل صورته فى قلبه وقلب كل من عرفوه فيقول: «الناس خدت صوره وعلقتها.. بس الصورة عمرها ما هتجيب اللى راح»، ويصف شعوره الذى ينتابه بين الحين والآخر قائلا: «ابنى لم يمت ابنى عايش جوايا».
شريط الذكريات لا يتوقف فى ذهن والدته التى لم تجف دموعها بعد، وكلما تذكرت ما حدث تقول: «إحنا مالناش فى السياسة ..طول عمره فى حاله.. معرفش ايه اللى وداه للمظاهرات»، سؤال تطرحه الأم كثيرا لتجد إجابة من حولها: «ده إنتى تفتخرى انه مات شهيد».
الفراق هو أصعب ما تعانيه أسرة الشهيد فتقول أم جرجس: «وحشنى قوى.. مش عارفة هتحمل فراقه إزاى؟» لكن ما يعينها على تحمل تلك اللحظات الصعبة هو فرحة خاطفة تشعرها كلما تحدث أحد عن الشهداء بفخر واعتبرهم عزة البلد وكرامته، تتذكر أن ولدها كان يحلم فى يوم من الأيام بأن يعيش فى بلده دون أن يشم رائحة الفساد من حوله.. أمنيات كان يتمناها جرجس من حين لآخر، لديه يقين بأنه لن يغير شيئاً بتلك الأمنيات لكنه لم يكن يعرف أن نهايته ستكتب له تحقيق ما تمنى، على حد قول والدته: «ابنى مات قبل ما يشوف البلد بتتغير.. قبل ما الرئيس يتنحى.. قبل ما يحاكموا الوزراء».
«أبانوب» كان ينقل المصابين برصاص الشرطة فى جمعة الغضب..فأصبح شهيدا
لم يتبق من ذكراه سوى ابتسامة لافتة للنظر، جسدتها صورة كبيرة عُلقَت قبل مسكنه بأمتار قليلة، لتعلن للمارة عن شهيد شارع طنطا بمنطقة الزاوية الحمراء، شاب فى الثامن عشر من عمره، يناديه الجميع باسم «جرجس» إلا أنه مدون فى السجلات الرسمية بـ«أبانوب صابر نعيم».. السياسة كلمة لا يعرفها أحد من أهل بيته لكنه أدخلهم عالمها فى يوم جمعة الغضب الموافق 28 يناير الماضى، فهو الوقت الذى قرر فيه أبانوب أن يشارك رفقاءه ثورتهم بطريقته الخاصة، فعلى حد قول والده: «ابنى عمره ما اتظاهر.. لكن اليوم ده كان يوم صعب وكل الناس اتجمعت تهتف ضد النظام والفساد»، الغضب الذى ألم بالمتظاهرين فى ذلك اليوم لم يكن عاديا فطلقات الرصاص التى أصابت جموع الواقفين، أجبرت أبانوب على المشاركة فى الثورة، فخرج من منزله لمتابعة الحدث عن قرب ليجد أصدقاءه وزملاءه يتساقطون واحدا تلو الأخر بعد إصابتهم برصاص رجال شرطة «الزاوية الحمرا».. استقل أبانوب «موتوسيكل» لأحد معارفه وأخذ ينقل المصابين من مكان الضرب إلى مستشفى السيد جلال.
طلقات الرصاص تنافس المتظاهرين فى هتافاتهم، فيحاول البعض أن يحمى نفسه ويختبئ بعيداً عن المشهد الدامى، إلا هو يصر على دوره الذى اختاره لنفسه، فيزاحم المتظاهرين ليقترب من المصابين ويسندهم إليه ويبدأ فى رحلة نقلهم إلى المستشفى، الأمر لم يستغرق كثيراً ففى المرة الثالثة التى تدافع فيها أبانوب بين الواقفين ليكمل مهمته أصابته رصاصة رجال الشرطة فى رأسه فتهشمت جمجمته.
ساعات قليلة ولفظ أبانوب أنفاسه الأخيرة، تاركاً صورة باسمة لمن حوله فوق مكتب صغير، فى غرفة متواضعة بمنزله البسيط، بالكاد تبتعد الأم عنها للحظات، وسرعان ما تعود إليها لتحملها بين يديها وتنظر إليها فى حزن، فتلك هى ما تبقى لها من قرة عينها الذى راح بـ«رصاص غدر» على حد وصفها فتقول: «أنا أم الشهيد.. بس الفراق صعب قوى»، لا تجد كلمات تصف ما تشعره من حزن على ولدها الذى يتوسط إخوته فتكبره فتاة عشرينية ويصغره ولد فى التعليم الابتدائى، الأسرة جميعها كانت على موعد لحضور خطبة أبانوب على فتاة اختارها بنفسه، وقرر أن يعلن خطبته عليها بعد حصوله على شهادة الدبلوم عقب نهاية العام الدراسى الحالى، تتذكر الأم تلك اللحظة التى انتظرتها كثيرا لولدها، وتنهمر فى البكاء، تقطعه بعبارات غاضبة: «مش هرتاح إلا لما يحاكموا كل اللى اتسببوا فى قتل ابنى.. المسؤولين فى قسم شرطة الزاوية الحمرا، وحبيب العادلى».
أبانوب لم يكن شاباً عادياً وهو ما أكده والده قائلا: «ابنى كل الناس كانت بتحبه.. أنا فخور بيه قوى لأنه عمل اللى محدش عمله»، لحظات العزة والانتصار شعر بها والده وقت أن قرر الذهاب إلى ميدان التحرير للمشاركة فى انتصارات المواطنين برحيل مبارك، ليجد نفسه واحدا ممن تحدثوا إلى المتظاهرين يحكى عن ولده فيقول: «لقيت كل اللى واقفين بيقولوا لى إحنا ولادك.. أبانوب ما راحش هدر وكلنا ولادك يابو الشهيد»، ليست هذه هى المرة الوحيدة التى شعر فيها بالعزة فتحية الشهداء التى ألقاها المتحدث باسم القوات المسلحة كانت بمثابة نسمات هواء عليل على قلبه فيقول: «حسيت بانتصار.. وكرامة وفخر بابنى الشهيد».
أبانوب كان يشارك أبيه فى بيع الأسماك بإحدى الأسواق الشعبية، وكان سنداً له طوال فترة حياته، لكنه بعد وفاته دفع بابيه ليذهب إلى ميدان التحرير ذلك المكان الذى اشترك فيه أبانوب ورفقاؤه على وحدة واحدة وهى حب مصر، ذهب للمرة الثانية للاحتفال فى جمعة النصر واضعا صورة ابنه وسط مئات الشهداء الذين اجتمعوا فى نصب تذكارى فى الميدان ليكتبوا تاريخ مصر من جديد.
«مريم» أرادت توثيق أحداث الثورة لحظة بلحظة فأصابها رصاص القناصة فى رأسها
لم تفكر فى التظاهر يوما ما.. كما لم يخطر ببالها أن تحمل لافتة وتقف وسط المئات تندد بالفساد والظلم، وحتى الشعارات التى هتف بها الواقفون «الشعب يريد إسقاط النظام»، كانت أشبه بموسيقى تكمل مشهداً أرادت أن تسجله لحظة بلحظة، عبر تليفونها المحمول من فوق سطح منزلها، الذى شاءت الأقدار أن يكون على بعد مسافات ليست ببعيدة عن قسم شرطة الزاوية الحمرا.. حيث تتراص سيدات المنزل ليتابعن الحدث عن قرب.. آلاف المتظاهرين على بعد مسافات بسيطة من قسم شرطة «الزاوية» ورصاص الشرطة يقصف كبارهم وصغارهم، يضطرب قلب الأم فتنادى ابنتها الوحيدة: «يلا يا مريم تعالى ننزل كفاية كده..الشرطة بتضرب نار فى كل حتة»، فترد عليها فى قوة: «إيه يعنى لو مت شهيدة.. أهو كله فدا البلد»، تلك كانت آخر كلمات نطقت بها الشهيدة مريم مكرم نظير فى سنوات عمرها الـ18، وسرعان ما تحولت أمنيتها إلى حقيقة، وتبدل خوف أمها إلى فاجعة، وإذا برصاصة تأتيها من أعلى لتفتك برأسها، فتسيل منها الدماء لتغرق جدران المكان.
الصراخ يهز أركان المنزل، لا أحد يصدق ما حدث، ضمت الأم ابنتها إلى صدرها، وظلت تبكى وتصرخ «الحقونى ..بنتى هتروح منى».. يتهافت الجميع على حملها ونقلها إلى المستشفى سرعان ما يحضر أبوها لحمل ابنته ويجرى بها فى اتجاه مستشفى اليوم الواحد ليجده مكدساً بمئات الحالات المصابة، فيتمالك نفسه ويجرى يمينا ويسارا، بحثا عن طبيب يعالج صغيرته، لا يحتمل الأب البقاء طويلا، فيأخذ ابنته ومن معها ويجرى قاصدا مستشفى الدمرداش، ليكتشف شيئاً جديداً، فالمستشفى باتساع حجمه ضاق لكثرة الحالات الوافدة إليه، فبات الأطباء يعالجون الحالات المصابة فى طرقات ومداخل المستشفى، بعد أن امتلأ بحالات لا حصر لها على حد قول مكرم،الأب:» عمرى ما هنسى اليوم ده.. شفت فيه حاجات ماشفتهاش فى حياتى، وماكنتش أصدق أنها تحصل فى بلدنا».
مكرم لا يكف عن الحديث عن ابنته التى كان يجد فيها الصاحب فيقول: «كانت صحبتى مش بنتى.. كانت مخطوبة جديد، وكنت هجوزها فى شم النسيم، لكن ربنا إرادته فوق كل شىء»، ما يقرب من 22 يوماً مرت على وفاة مريم، لكن أباها يرفض الاعتراف بوفاتها فيقول: «حاسس بذهول.. لسة مفقتش منه، حاسس إنها لسه هنا معانا ومش قادر أشوفها ماتت»، ابنته صارت لوحة معلقة فى شوارع المنطقة وداخل منزله، يحتفظ بصورها فى جيبه، وكلما تحدث إلى أحد عنها أهداه صورتها، حتى لا ينساها أحد.
مكرم يجد فيما حدث إفاقة لكل غافل فعلى حد قوله: «بنتى ماتت علشان تثبتلى حقيقة مهمة قوى.. وهى إن مفيش حاجة اسمها مسيحى ومسلم.. كلنا مصريون»، يكمل حديثه قائلا: «وزارة الداخلية اتفضح أمرها بأحداث الثورة، وعرفنا إن مفيش مسلم بيؤذى مسيحى فى البلد، ودى أكتر حاجة حستها فى الأحداث»، الأمر لم يتوقف عند حقيقة علاقة المسلم بالمسيحى، فيقول مكرم: «زمان قالوا لنا المصريين عصاية تفرقهم وكلمة تجمعهم.. فى الثورة اكتشفت إننا مخفناش من الرصاص، مش عصاية زى ما بيقولوا»، حقائق كثيرة تكشفت لمكرم وأسرته وهو ما أكدته والدة مريم فتقول: «موت بنتى واللى زيها هز البلد». مشهد الوفاة لا يفارق ذهن مكرم، فيتذكر ما شاهده من حالات شبيهة لابنته فى الشارع قبل أن يكتشف إصابة ابنته بإحداها قائلا: «أنا شفت شباب كتير بيضّرب فى المخ، تدخل من مكان وتخرج من المكان التانى، عمرى ما شفت ده قبل كده»، ويستكمل حواره قائلا: «كانوا جايبين قناصة تضرب الناس من فوق قسم شرطة الزاوية ويقتّلوا بيها شباب البلد»، ينتهى حوار مكرم قائلا: «نفسى ميبقاش فيه فساد تانى ولا ظلم، نفسى دم بنتى ميروحش هدر، وبلدنا تتغير بجد».
«مينا» خرج يشترى «مسامير» لورشة والده.. فعاد له برصاصة فى قلبه
على العكس من كل التظاهرات التى خرجت لتندد بالنظام، خرج المواطنون فى اتجاه قسم شرطة «ببا»، بمركز بنى سويف، يبحثون عن ممتلكاتهم التى احتجزها القسم، فبعد أن دعا أحد مخبرى القسم أهالى القرية يوم السبت الموافق 29 يناير للذهاب إلى المركز وأخذ متعلقاتهم التى احتجزها القسم من قبل، قرر عشرات الشباب أن يذهبوا إلى القسم ليحصلوا على «الموتوسيكلات» التى احتجزها رجال الشرطة قبيل الثورة بأيام.
الجميع فى انتظار الحصول على أغراضهم المحتجز عليها، لكن مينا أسطفانوس، الذى خرج لشراء بعض مستلزمات العمل التى يحتاجها والده فى ورشة النجارة الخاصة به استوقفه المشهد، وقرر الوقوف بجوار زملائه الشباب الذين وقفوا فى انتظار حصولهم على موتوسيكلاتهم المحتجزة.. لحظات وانقلبت فرحة الواقفين إلى صراخ دام طويلا ودماء سالت على الطرقات، وفى مدخل القسم، فالضابط محمد دبش خرج بمسدسه يقذف الواقفين بوابل من الرصاص الحى، والأمر لم يتوقف عند هذا وهو ما أكده والد مينا قائلا: «الضابط قبل ما يقتل الناس فتح الباب للمساجين وخرجهم علشان يقولوا إن المساجين هما اللى قتلوا الشباب، والكل شاهد بأنه هو اللى قتلهم».
مينا سقط على الأرض وسط عشرات المصابين، متأثراً بإصابته بطلق نارى فى الصدر، ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يتم نقله إلى مستشفى جمال عبدالناصر العام.
أسطفانوس يحكى أنه كان ينوى تزويج ابنه لإحدى فتيات العائلة، لكن القدر حال دون تحقيق حلمه فى ابنه البكرى، ويتذكر ما دار فيقول: «أرسلته يشترى مسامير للورشة، لكنه ما رجعش تانى»، ويضيف قائلا: «لقتهم بيكلمونى ويقولوا لى الحق ابنك اتعور روح شوفه فى المستشفى.. روحت لقيته مات».
مينا أنهى خدمته العسكرية، وسعى طوال عمره لمساعدة إخوته بالعمل مع والده فى ورشة النجارة، كان يشعر بالرضا تجاه كل ما يحدث من حوله فيقول والده: «طول عمره راضى ومسالم، عمره ما اتخانق مع حد». صفات مينا التى لا تغيب عن أعين من عرفوه ظلت تراودهم من الحين للآخر بعد رحيله، لكن والده يشعر بالفخر لما دار فيقول: «استشهاده ده وسام على رؤوسنا كلنا.. لكن الفراق صعب وهو ده اللى واجع فى قلوبنا».
الأحداث التى دارت بعد رحيل مينا كانت كفيلة بأن يشعر والده بأن دم ابنه لم يذهب هباءً فيقول: «بعد الأحداث دى.. الناس ولعت فى قسم الشرطة، ومبقاش فى حد يقهر الناس ويظلم الغلابة»، المشهد يزداد قوة كلما ذكرت وسائل الإعلام محاكمة مسؤول فاسد أو شخص أدين فى أحداث الثورة فيقول: «لولا دم ابنى ودم الشباب اللى زيه.. مكنش ده حصل»[/size][justify]
| |
|