نشرت صحيفة "الجريدة" الكويتية في موقعها على الإنترنت اليوم الخميس أن النظام المصري السابق وتحديدا وزير الداخلية حبيب العادلي هو المسئول عن إختفاء الصحفي والكاتب رضا هلال مساعد رئيس تحرير الأهرام الذي اختفى منذ 11 أغسطس 2003.
وذكرت الصحيفة أنها حصلت على معلومات وثيقة تكشف لغز اختفاء هلال في ظروف غامضة، فمنذ حوالي الثالثة من ظهر ذلك اليوم تبخر الصحفي البارز من الوجود، ومرت 7 سنوات دون أي معلومات لفك اللغز وسط شائعات وحكايات مثيرة عن تذويبه في الحامض، وروايات تبدأ من هروبه إلى الولايات المتحدة أو إسرائيل ونهاية باختطافه لعدائه لتوريث مبارك الحكم لنجله جمال مروراً بقصص خرافية عن اغتياله من قبل رجال أعمال نافذين أو بسبب مغامرات نسائية.
المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة – طبقاً لإحدى وثائق التنظيم السري الذي أسسه وزير الداخلية السابق حبيب العادلي المحبوس حاليا للقيام بالعمليات القذرة – تؤكد طبقاً لتقرير مؤرخ بتاريخ 13 أغسطس 2003 (بعد الاختفاء بيومين) أن التنظيم السري للداخلية اختطفه بأوامر من العادلي، وأن هلال هدد لحظة اختطافه بأن مستندات خطيرة يملكها قد وضعها أمانة لدى شخص آخر سوف يسلمها للنائب العام في حال اختفائه.
ولم تذكر الوثيقة أي معلومات عن مصير هلال سوى أنه اقتيد إلى مقر أمن الدولة بمحافظة الجيزة الواقع في شارع جابر بن حيان، ولم تذكر الصحيفة أي معلومات عن المصير الأخير لرضا هلال وإن كان حياً أو ميتاً أو ماهية المستندات التي ربما كانت سبباً في اختطافه.
وتضمنت الوثيقة التي ذكرتها الصحيفة الكويتية تقريرا من المقدم حسين صلاح مشرف التنظيم السياسي السري إلى رئيس التنظيم حبيب العادلي يتضمن التالي:
"بخصوص التكليف رقم 118 بتاريخ 10/8/2005 تم تنفيذ التالي: تم الاتصال بالمدعو رضا هلال هاتفيا الساعة الثالثة وعشرين دقيقة بعد الظهر وإبلاغه أن الضيف الذي ينتظره المدعو خالد الشريف صدمته سيارة بجوار محل سكنه الكائن 34 شارع إسماعيل سري بالقصر العيني، وبناء عليه نزل المدعو رضا هلال مسرعا وقبل أن يصل أول الشارع محل سكنه تم التصدي له بمعرفة رجال التنظيم وإفقاده الوعي ونقله إلى مقر التحفظ بجابر بن حيان بعد 15 دقيقة، وتم تقييده وتغمئته وتكميمه لحين ورود تعليمات أخرى، كما نفيد سيادتكم أن المذكور طلب قبل تكميمه توصيل رسالة لسيادتك، مفادها أن هناك مستندات خطيرة تعلمها سيادتكم موجودة لدى شخص آخر، وأن هذا الشخص مكلف بتسليم هذه المستندات إلى النائب العام في حال اختفائه".
يذكر ان شقيق هلال قد أعلن مؤخرا أنه تلقى معلومات تفيد بأن رضا لايزال على قيد الحياة في أحد السجون المصرية، ويمثل اختفاء هلال قضية معقدة، إذ كان لرضا الكثير من الخصومات السياسية التي تطورت أحيانا إلى عداوات، وهو ما أدى إلى تعدد التفسيرات التي حاولت فك طلاسم اختفائه