البريد الاليكترونى ( تكييفه و توريثه )
________________________________________
أحدثت شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) منذ ظهورها ثورة فى مجال المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات ، ويعد البريد الالكترونى من أهم تطبيقات هذه الشبكة ، بل هو عمادها وذروة سنامه وأهم عناصر نجاحها ونموها وتطورها
وترجع أهمية البريد الالكترونى كوسيلة لتبادل الرسائل عبر أجهزة الحاسب الالى الى سرعته الفائقة وتكاليفه البسيطة وسهولة استخدامه ومرونته واقتصاده فى النفقات وتعدد أغراض استخداماته فى نقل الوثائق واستخدامه فى التسويق والتصرفات القانونية وان كان البريد بحاجة الى ضبط بعض عيوبه كعدم التأكد من وصول الرسالة وسهولة العبث به
وقد أدى ظهور البريد الالكترونى الى ظهور كثير من المشكلات القانونية كمعرفة طبيعته بين اعتباره اسما مدنيا أو موطنا أو اعتباره بيانا فنيا ذات طبيعة شخصية كما ظهرت الحاجة الى حماية استعمال اسم معين أو علامة تجارية
ويعتبر البريد الالكترونى مملوكا ملكية خاصة لصاحبه ونظرا لما يحتوى عليه البريد من الرسائل الخاصة وماعسى أن يكون صاحبه قد أجراه من معاملات مالية قبل وفاته فان ملكية البريد تنتقل الى الورثة ويجب تسليمهم موجودات الصندوق ومنحهم كلمة المرور السرية
لكن مامدى حجية البريد الالكترونى فى التعاملات ؟
يتنوع البريد الالكترونى الى أنواع ثلاث ، أولها : البريد الالكترونى التقليدى وهو البريد غير الموقع وتختلف حجيته بحسب نوعية المعاملة ، فان كان الرسائل ضمن معاملات تجارية فإنها تعتبر دليلا للإثبات ، وان كانت ضمن معاملات مالية فان القوانين تشترط ألا تزيد المعاملة على حد معين وإلا وجب إثباتها بالكتابة
والنوع الثانى : هو البريد الالكترونى المزيل بتوقيع الكترونى وهو بريد اعترفت له التشريعات بحجية فى ضوء تنامى التجارة العالمية وتزايد أهميتها كما سوت التشريعات بين الكتابة التقليدية والكتابة الالكترونية
والنوع الثالث هو البريد الالكترونى الموصى عليه بإجراءات تكفل ضمان الإرسال ضد مخاطر الفقد والسرقة والتلف فان له حجية فى الإثبات كالبريد المزيل بتوقيع إليكتروني بشرط أن يكون فى الإمكان تحديد هوية أطراف الإرسال وضمان سلامة محتوى الرسالة وحفظها
على أن وسائل التقدم الحديثة كثيرا مايصاحبها أضرار بذات الدرجة ، فمن ابرز أضرار البريد الالكترونى الرسائل الدعائية المتكاثرة وهى التى توجه الى شخص أو مجموعة من الأشخاص دون تمييز وبغير رضاهم بما يؤدى الى إعاقة عمل البريد أو إلغائه لصغر حجمه بالمقارنة بهذه الرسائل وفقدان الثقة فى عمليات التسوق كوسيلة لتطور التجارة الالكترونية
ومن أبرز الوسائل التقنية لعلاج رسائل الدعاية أو الرسائل غير المرغوب فيها هو نظام رفضها واعتراضها وكذلك نظام تصفيتها وإنشاء مواقع لمكافحتها كما وضعت كثير من التشريعات عقوبات على اتباع هذه الوسائل غير المرغوب فيها
ولاتتوقف المخاطر على الرسائل الدعائية فحسب بل تتعداها الى التخريب المعلوماتى عن طريق الفيروسات المستخدمة عبر البريد الالكترونى لتغيير تصاميم المواقع أو إتلافها أو تعديلها أو إعاقة وصول الخدمة أو تشويهها أو تعطيلها وبما يجعل الأجهزة خارج السيطرة
وفى ضوء صعوبة ملاحقة الجناة فى جرائم التخريب المعلوماتى لاتساع الشبكة فان على المستخدم ضرورة فحص البرامج قبل استعمالها وكذلك مراجعة نظام التشغيل والملفات لمنع ظهور هذه الفيروسات وتزويد الجهاز ببرامج المقاومة وتحديثها
ويعتبر البريد الالكترونى من المراسلات الخاصة التى تتمتع بحماية قانونية خاصة فلايجوز للغير التعرف على محتوى هذه الرسائل والإفشاء عن سريتها ، ويخضع لهذه السرية الجهات الحكومية فلايجوز لها أن تتدخل أو تعترض المراسلات الالكترونية ، كما يخضع لهذه السرية مورد منافذ الدخول
على أن الحماية القانونية للبريد الالكترونى محدودة بحدين أولها حالة الاعتراض القضائى وذلك بأن يكون المساس بهذه الحماية بترخيص من السلطة القضائية المختصة ولإجراءات تفرضها ضرورة التحقيق ويجب أن يكون الاعتراض القضائى مكتوبا ومسببا وله مدة صلاحية محددة كما يحرر بالاعتراضات محضر بما تم الحصول عليه من معلومات
والحد الثانى أن يعترض البريد إجراءات إدارية إذا كان الغرض هو الحصول على معلومات تهم الأمن القومى للبلاد والوقاية من الإرهاب ومنع الجريمة المنظمة
ويثور جدل حول مدى حق رب العمل فى رقابة البريد الالكترونى للعمال وممارسة سلطة الاشراف ، فتغليب حق العامل فى حريته وضرورة احترام حرمة حياته الخاصة ولو فى مكان العمل قد يؤدى الى انخفاض الإنتاجية بالاطلاع المستمر على البريد ، كما قد يؤدى بريد العامل الى نقل فيروسات تصيب الشبكة المعلوماتية بالشلل التام كما قد تؤدى نشر رسائل ذات طابع جنسى أو رسائل تنطوى على طابع عنصرى الى مسؤولية رب العمل أو يؤدى الى إفشاء أسرار المشروع للمنافسين وقد أدى ذلك الى اعتبار الأصل فى بريد العامل انه بريد مهنى وجواز حق رقابته من رب العمل ، واعتبار بريد العامل بريدا مهنيا يجعل من الجواز استخدام البريد فى منازعات العمل
ويعتبر البريد الالكترونى من المصنفات المشمولة بحماية حق المؤلف فلايجوز نشر مضمونه أو إذاعته إلا بعد الحصول على ادن كما لايجوز إرسال الدراسات عبر البريد لان ذلك نشرا لها واتاحة للجمهور بما يمثل انتهاكا للحقوق الذهنية
وازاء ذلك ظهرت كثير من الوسائل التقنية لحماية سرية البريد منها التشفير كوسيلة لاخفاء رسالة البيانات سواء من الأشخاص أو حماية للمصالح العليا للدولة
ونظرا لإقبال الأفراد والجماعات على استخدام البريد الالكترونى وتعاظم أعداد المستخدمين يستوجب إصدار تشريع شامل ومتكامل ينظم كل جوانب الانترنت يراعى فيه تنظيم كل خدمات الانترنت وبيان طبيعة كل منها ونظامها القانونى وكذلك تنظيم عمليات التسوق وتحرير التشفير ورفع قوته مع ضرورة المحافظة على المصالح العليا للبلاد ضد الجرائم المنظمة والارهاب