طالب مدعى عام محكمة عين الحمام، شرق الجزائر، الثلاثاء، بالحكم على اثنين من المسيحيين بالسجن لمدة ثلاث سنوات لأنهما لم يلتزما بالصيام خلال شهر رمضان.
فى المقابل طالب محامو الرجلين بإخلاء سبيلهما متذرعين بعدم وجود قانون محدد يحظر عدم الصيام، ومن المقرر إصدار الحكم فى الخامس من أكتوبر المقبل.
وقال أحد المتهمين ويدعى حسين حسينى لفرانس برس لدى خروجه من المحكمة "لا أشعر بأى ندم فأنا مسيحى وأتحمل ذلك" مبديا تفاؤله بنهاية هذه القضية.
وكانت الشرطة اعتقلت حسينى، العامل اليومى البالغ الرابعة والأربعين من العمر والأب لطفلة عمرها شهر واحد، مع رفيقه سالم فلاك (34 عاما) بعدما انتهيا من تناول الطعام بعيدا عن الأنظار فى موقع بناء وفقا لروايتهما.
وقد أحيلا فورا إلى القضاء فى عين الحمام الذى وجه إليهما تهمة المساس بإحدى فرائض الإسلام وأطلق سراحهما.
وتجمع مئات أمام محكمة هذه المدينة الجبلية الصغيرة فى منطقة القبائل، التى أنشأها الفرنسيون العام 1881 باسم ميشليه قبل أن تعاد تسميتها بعد الاستقلال عين الحمام، تأييدا للمتهمين وهم يرددون هتافات معادية للقضاء.
وقال العامل المتهم "إننى سعيد لكون هذا التحقيق جعل كل هؤلاء الناس يأتون إلى هنا ولوجود هذا الكم من المحامين الذين يتولون الدفاع عنا".
كما أشاد بهذا الحضور رئيس الكنيسة البروتستانتية الجزائرية القس مصطفى كريم الذى جاء بدوره لدعم الرجلين فى مواجهة هذه الاتهامات التى اعتبرها "سخيفة".
وطالب الدفاع بإخلاء سبيل المتهمين مشددا على عدم وجود أى قانون يحظر على المواطنين عدم الصيام خلال شهر رمضان.
وقال المحامى مقران اية لعربى إن "الجزائر موقعة على الاتفاقيات الدولية التى تحمى حرية العقيدة، وهذا انتهاك واضح وصريح للدستور".
من جانبه، أعرب القس كريم عن القلق على مسيحيى الجزائر، وغالبيتهم العظمى بروتستانت وخصوصا من أتباع الكنيسة الانغليكانية "الأكثر نشاطا" كما يقول القس كريم، مشيرا إلى أن حالات اعتناق المسيحية تزايدت منذ الثمانينات.
وقدر القس كريم عدد البروتستانت بـ30 ألف وخصوصا فى منطقة القبائل إلا أن وزارة الشئون الدينية والأوقاف تقدر عدد المسيحيين بـ11 ألفا فقط من بين 35,6 مليون جزائرى.
وكان القس كريم ندد، الأحد، بقرار السلطات منع توسيع كنيسة بروتستانتية فى تيزى وزو بمنطقة القبائل لم يصدر تصريح عن السلطات ببنائها.
وتقول جمعية اس.او.اس حريات، التى أنشأها عام 2008 مجموعة من المثقفين الجزائريين، إن نحو عشرة من سكان بلدة اغزر امقران بولاية بجاية، شرق الجزائر، سيمثلون فى الثامن من نوفمبر المقبل أمام المحكمة بتهمة عدم الصيام خلال شهر رمضان.
وأكدت المجموعة أن شابين اعتقلا "متلبسين بتناول الغذاء" فى تبسة شرق الجزائر أيضا صدر قرار بحبسهما. اليوم السابع