.. إن الخوف بدأ يتسلل بمشاعرى وأحاسيسى .. الخوف على مصر .. مؤامرة الفتنة الطائفية بدأت تحصد نتائجها .. وبدأت أصوات الدمار تظهر معالمها من القاهرة الى الأسكندرية .. المنظر مرعب لما أفكر به لو حدث .. ومازال كلام أحمد منصور والدكتور سليم العوا .. يعوى فى أذنى .. لو خرج الغوغاء للشارع من يضمن إرتجاعهم .. كان هذا صوت المؤامرة وخطوطها ..
ولو نرجع للوراء قليلا , منذ مذبحة نجع حمادى , ووجوه المتآمرين على سلامة مصر وأمنها يظهرون فى الصورة ويلونونها بألوان مختلفة وأحجام متباينة , ومرورا بترتيب بيت الأخوان المسلمين وتنظيمهم القوى , وإنتهاءا ببيان مايسمى بجمعية علماء الأزهر المخيف والذى تنطق كل حروفة بالتقسيم , وتمتلىء كل سطورة بمشاعل النار فى أيديهم يهمون بإلقائها على هشيم مصر ليوقدوها نارا متأججه , يخرجوا منها وعلى أطلالها ليقفوا ويعلنون سيطرتهم وإنتصارهم على دولة الكفر والجاهلية , لا يهمهم دماء ولا حريق ولا خراب .. فهم منظموها ومخططوها .. فالمهم عندهم نصرة السلفية وإنتصار الجهاد المقدس.وسقوط حكم البلاد فى يدهم.
وبالإعلان التلفزيونى المدفوع الثمن للجالسين فى دولة قطر يعلن المنظمون أحمد منصور وزميله سليم العوا , تفاصيل المؤامرة , ويأججونها إشتعالا بإعلان وجود أسلحة فى الأديرة والكنائس , وهذة لعبة بدأها أنور السادات ولكنها لم تخيل على شعب مصر , ورد عليه قداسة البابا بتمسكه بمقاطعة زيارة القدس من الأقباط وحتى يدخلها المسيحى ويده فى يد أخيه المسلم, وإنتهت بحكم إلهى بقتلة على منصة عرش مؤامرته , ولكن مؤامرة الأخوة الأخيرة التى تهيب بخروج الغوغاء للشارع المصرى لتهدمة وتلهبة نارا تحصد الأخضر واليابس ليعبثوا هم بحكم مصر, أمر مخيف ويجب ان نقف له جميعا بالمرصاد حتى لا يحدث ويغرر بهؤلاء الغوغاء فى شوارع مصر.
ويجب علينا نحن كمصريين مسلمين ومسيحيين ان نعى تماما أغراض هؤلاء المستوردين على شعب مصر الأصيل .. , شعب مصر بمسلميه ومسيحييه لهم أسلوب حياة مختلف تماما عن أى حياة لشعب عربى آخر فى المنطقة , حتى أن سياحنا العرب فى زيارتهم لمصر , يتعجبون من التوافق العجيب بين المسلم والمسيحى , حتى أن أول سؤال يسأله هذا السائح .. هل هنا يعيش مسيحيين فى مصر , ويفاجأ بأن هنا فى مصر 15 مليون مسيحى هم أصل الوطن , وهذا السؤال نفسه نقابله فى كل دول العالم الإسلامى , لا يعرفون بوجود مسيحيين فى مصر , وهذا يعنى قمة المعايشة والحياة المترابطة بين المسلم والمسيحى , أو بين المصريين جميعهم , وصدقونى أن علاقتنا ببعضنا لن تنفصم عراها طوال هذا الزمان أو فى مستقبل الأيام , لأن الله مبارك لشعب مصر , قبطى مصر مسلميه ومسحيهه .
ومع ماقلته هذا فكيف تكون هناك مؤامرة يجرنا فيها البغضاء لسلامة الوطن وأمة مصر , سواء مسيحيين أو مسلميين , علينا كمسيحيين أولا , وانا شخصيا متأكد منه كل التأكيد , أننا كمصريين حبنا للمصرى المسلم هو حياه معاشة وليس كلام للتسويق اللغوى , وأنزلوا شوارع مصر وأنتم تشاهدون العلاقة الحية بين أبناء وطن واحد , يشربون من "قلة" مياه النيل , ويأكلون من طبق فول واحد أيضا مئات السنيين , ولم يستطيع حتى اللورد كرومر وورائه أمبراطوريتة إلإنجليزية , لم يقدروا أن يشرخوا هذه العلاقة , ووقف هذا الشعب فى وجه هذة المحاولات المسيحى قبل المسلم , وعلينا نحن المسيحيين وخصوصا رجال الكهنوت المسيحى, علينا مسئلية وطنية فى المقام الأول وهو سلامة مصر , ولكن أن يسئ كاهن مسيحى إلى الدين الإسلامى هذه ليست لياقة او حكمه لأننا نعرف مشاعرنا عندما يسئ إلينا الغير فى ديننا , وعدم تحكم, وليس من الحكمة أن بسحبنا أعداء الوطن الى هذه المداخلات الدينية التى تلهب أحاسيس الشعب المسلم , وتحرك جوانب مؤامرة تنتظر كل كلمة يقولها أو يكتبها الأنبا بيشوى , وكما حدث فى الأسبوع الماضى , وقد يقول قائل ويتساءل , ولماذا المسيحيين فقط , فكل وسائل الإعلام المصرى والفاضائيات تنهال على المسيحية كل دقيقة , وأقول أن وصية الله لنا نحبها ونطبعها , مهما حدث , فإذا كان ردنا سيشعل البيت نارا فالصمت أجل , لأن كلمة الله هو يحميها وليس نحن , فالذى قال " إن السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لا يزول " مت24: 35 , هو القادر وضابط الكل , فلنترك له الرد والحماية , وقوله " كن مراضيا لخصمك سريعا ما دمت معه فى الطريق." مت 5: 25 , فنحن معا فى الطريق , وليكن واضحا للجميع أننا نحارب من أجل حقوقية المواطن المصرى فى وطنه , نتطالب بالمساواة والعدل بين الجميع , ولكننا لا نتوانى عن محاربة كل من يطالب بتقسيم مصر أو خلق وطن للأقباط فهذ مرفوض تماما لأن أرضنا هى مصر وستظل للأبد مصر الوطن من أقصاها لأقصاها ,وطن واحد يعيش فيه المصرى لا فرق بين مسلم ومسيحى وبهائى وعربان وغجر , إلا فى دور العبادة أو حينما يقف الإنسان بين يدى إلهه.
فى ألاسبوع الماضى كتبت مقال عن مؤمرة الفتنة الكبرى , واليوم أنادى على مصر كلها .. يامصر حبنا وعشقنا لا ولن نفرط فى وحتك وأمنك وسلامك , ولن ننسى دماء شهدائنا المخلوط به ترابك كله من الشلال جنوبا حتى الأسكندرية شمالا, سندافع عنك ضد الغادرين مثلما دافعنا عنك ضد حتى الحملات الصليبية , ونموت من أجل سلامتك كما مات أبنائك فى دمياط والمنصورة ضد الحملة الفرنسية , ومات من أجلك شهدائنا على سواحل الإسماعيلية وبورسيعيد ضد الإحتلال الإنجليزى , وسنظل ندافع حتى لو أتى الغدر من قطر أو السعودية , وسنقف فى وجه من يحاول تغيير وجهك يامصر سواء اكان مسيحيا كاهنا أو مسلما عالما , سنقف فى وجهه حتى يعدل وجهه لحب مصر.
ورغم بدايتى التشاؤمية , وأنا أكتب المقال , جاء الفرج بلمحة أمل وبارقة حب لسلامة هذا الوطن :
الأولى جاءت من مجمع البحوث الإسلامية" أنهم قد صدموا بما نشر مؤخرا منسوبا لأحد كبار الكنيسة الأرثوذكسية ب " مصر" على القرآن وتزييفه على يد بعض المسلمين , الأمر الذى أثار غضب الجماهير المسلمين فى" مصر" وخارجها واستنكار عقلاء المسيحيين فى " مصر" على وجه الخصوص , وقد أكد المجمع عل أن مثل هذه التصرفات الغير مسئولة إنما تهدد الوحدة الوطنية فى وقت نحن فى أشد الحاجة لصيانتها, وأن هذه التجاوزات إنما تخدم الأهداف العدائية المعلنة عالميا على الإسلام والمسلمين وثقافتهم وحضارتهم , مما يوجب على أصحاب مثل هذه التجاوزات أن يرتقوا إلى مستوى المسئولية الوطنية وأن يراجعوا أنفسهم..
الله أكبر .. هذا أجمل كلام قراته ردا على هذه السحابة التى تغلف سماء القاهرة ببوادر الفتنة الطائفية , كل ما قيل من مجمع البحوث الإسلامية , حق كل الحق , ونوافق علية وعلى كل حروفة , وكل مخافته على سلامة ووحدة الوطن , لابد ان نحترس ونحافظ على مسئوليتنا الوطنية حيال وحدة الوطن. .
الثانى وجاءت من رد قداسة البابا شنودة " الحكيم" وعلى الهواء مباشرة وشاهدة كل المصريين , انه يتفق مع ما صدر عن الأزهر الشريف من أن الحوار حول المسائل العقائدية خط أحمر لا ينبغى التطرق إليه , معربا عن أسفه لما أثير مؤخرا بشأن تصريحات نسبت للأنبا بيشوى وجرحت مشاعر المسلمين , خاصة أن المحبة بين الأقباط والمسلمين لا تسمح بالإنقسام وبالأخص فى النواحى الدينية , وأكد أن مصر بلد سلام , وهى الداعية للسلام , ومن غير المقبول ألا تنعم بالسلام فى داخلها , مشددا على أن المسيحيين والمسلميين أبناء وطن واحد ولا يوجد أحد غريب عن الآخر . وأجمل ماقاله سيدنا البابا " نحن نحتاج دائما إلى تهدئة لهذا التوتر الموجود , والتهدئة لن تأتى بالإثارة , والنار لا تطفئها نار ولكن يطفئها الماء , وهذا التوتر لا يعالج بالتوتر وإنما يعالجه السلام والمحبة والهدوء والتفاهم."
وأقول.. الله أكبر ياسيدنا .. أصبت الهدف فى مقتل , هذا هو لسان حالنا وكلام الحق .. ولكل مصرى أقول .. تمسك بحبك لبلدك ولا تترك سواح من دول غريبة عن جسمنا أن تلهب مشاعرك ضد أخيك المصرى المسلم أو المسيحى , " ومبارك شعب مصر "