الـ"هايد بارك" هي حديقة في لندن تشتهر بوجود ما يسمى
محلياً سبيكرز كورنر والتي تعني زاوية الخطباء أو المتكلمين يجتمع فيه
المتحدثون كل يوم أحد لإلقاء كلمة أو محاورة حول موضوع ما بكل حرية وبدون
اى حدود او ضوابط.
حرية الرأي والتعبير بيننا تعاني من أزمة كبيرة
خاصةً ونحن في زمن يتقدم في كل يوم عشرات الخطوات إلى الإمام في كل مجال من
مجالات حياتنا العصرية ولا بد لنا من الاعتراف بأن حق الفرد منا في
التعبير
عن رأيه بحريه ان يكون موضوعي لايبعد عن ادب الحوار والاختلاف فالعالم كله
يتغير إلا عالمنا وأنظمتنا نحن المحامين أكثر أنظمة مما حولنا رفضًا
للتفاهم والنقاش الايجابي في واقعها
الأليم.
ومع
النمو الهائل في إمكانية الوصول إلى تكنولوجيات الإنترنت خلال السنوات
الأخيرة زادت الإنترنت الفرص لإثراء المناقشات العامة وكشفت حالات سوء
استعمال السلطة وسهلت الأنشطة لدى المحامين. كما وفرت
حيزاً أكبر للتعبير الحر في حالات الحريه و الديمقراطية لتناول موضوعتنا التي تقيد
عمل الوسائل الإذاعية والمطبوعة التقليدية. استجابت على محتوى المدونات ومواقع الإنترنت
والرسائل النصية.
تثير هذه التطورات عدة أسئلة أساسية: ما هي التهديدات الأولية لحرية
الإنترنت؟
هل ستوفر الإنترنت الحرية للمحامين أو هل ستقوي سلطة اصحابها التي تتحكم
بها؟ هل ان مساحه الحريه و الديمقراطية محصنة من قمع
الإنترنت او ان التهديدات لحرية وسائل الإعلام الرقمية أصبحت تبرز هناك
أيضاً؟
أصبح عشرات الألاف من المحامين ناشرين وموزعين
راضين عن عملهم. يكتبون مجلات على الإنترنت ينتجون أفلام فيديو يحققون في
مسائل حساسة ويعلقون على مواضيع سياسية ونقابيه ومواضيع أخرى. في
بيئات مقيدة لوسائل الإعلام يقف المدونون في أحيان كثيرة في واجهة الجهود
لتعزيز روابط التعبير الحر لا تعزز تطبيقات الجيل الثاني من الإنترنت
التعبير المستقل فحسب بل وأيضاً حرية الاجتماع. إنها تساعد في المحادثات
والتفاعلات
بين الأفراد بغض النظر عن الموقع المادي الموجودين فيه. يبنون تجمعات من
المحامين على الإنترنت مكونة من هم لهم مصالح مشتركة ويجعلون من
الممكن الانتشار السريع للمعلومات مثل تحديثات الأنباء او الدعوات للعمل
والتحرك النشط (بشأن موضوع ما). هكذا تستعمل وسائل الإعلام الرقمية بصورة
واسعة لتعزيز أعمال أنشطة المناصرة المدنية.
وفي خضم هذه الطفرة غير المسبوقة في الترابط والتواصل يجب أن نعترف أيضا
أن هذه التكنولوجيات ليست نعمة محضة فهذه الأدوات تستغل أيضا لتقويض
التقدم الإنساني والحقوق السياسية. فنفس الشبكات التي تساعد على تنظيم
الحركات المطالبة بالحرية هي أيضا التي تمكّن اخرين من بث الكراهية
وإثارة العنف ضد الأبرياء.
إن التكنولوجيا الحديثة في حد ذاتها لا تنحاز إلى جانب النضال من أجل
الحرية والتقدم إننا نناصر شبكة إنترنت
واحدة يكون من خلالها لكل الإنسانية وصول متساو للمعرفة والأفكار.
إننا بحاجة إلى التوفيق بين تقدمنا التكنولوجي ومبادئنا. إن الإنترنت هي
عبارة عن شبكة تضخم من قوة وقدرة كل الشبكات الأخرى. وهذا هو السبب في أننا
نعتقد أنه من الحاسم جدا ضمان بعض الحريات الأساسية لمستخدميها. وحرية
التعبير هي أولى هذه الحريات. وعلى الرغم من أن الشبكات تنتشر إلى كل الأمم
في كل العالم، فإن الجدران الافتراضية تبرز مكان الجدران المرئية.
والآن تعترف كل المجتمعات بأن حرية التعبير لها قيودها. فنحن لا نتحمل
هؤلاء الذين يثيرون الآخرين لاقتراف أعمال العنف. كما أننا نشجب حديث
الكراهية الذي يستهدف الأفراد على أساس من عرقهم أو دينهم أو جنسيتهم أو
جنسهم أو توجهاتهم. وإنها لحقيقة مؤلمة أن هذه الأمور تزيد من التحديات
التي يجب على المجتمع الدولي مواجهتها. كما أننا يجب أيضا أن نعالج مسألة
الخطاب الوارد من شخص مجهور. إن من يستخدمون الإنترنت لتجنيد الإرهابيين أو
لتوزيع الملكية الفكرية المسروقة لا يستطيعون الفصل بين ممارساتهم على
الإنترنت وهوياتهم في العالم الواقعي.
إن بمقدور الإنترنت أن تساعد على جسر الانقسامات بين الشعوب ذات العقائد
المختلفة. وحيث إننا نبحث عن طرق لتوسيع الحوار فإن الإنترنت تحمل مثل هذا
الوعد الهائل.
إننا بحاجة إلى العمل نحو عالم يؤدي فيه الوصول إلى الشبكات والمعلومات إلى
تقارب الناس وتوسيع تعريف المجتمع العالمي. ونظرا لكبر حجم التحديات التي
نواجهها جميعا، فنحن بحاجة إلى أن يجمّع الناس في كل العالم معرفتهم
وإبداعاتهم للمساعدة في إعادة بناء الاقتصاد العالمي، ولحماية البيئة،
ولهزيمة العنف والإرهاب، ولبناء مستقبل يستطيع فيه كل إنسان إدراك المواهب
والقدرات التي وهبه الله إياها والرقي لمستواها.
ويجب للحوار والنقاش الالتزام بأدب الاختلاف ............
أولا : قبل الحوار :
1- أن لا يكون قصدك من الحوار مجرد الجدال والخلاف
في هذه الحالة لا تحاور
2- أن تكون عندك خلفية جيدة عن موضوع الحوار
وإلا : لا تحاور
3- إظهار روح المودة والمحبة بين المتحاورين ، قبل وأثناء وبعد الحوار
وإلا : لا تحاور
4- الصدق ، ويكون في نقل المعلومة ، والحجج ، والبراهين
وإلا : لا تحاور
5- الصبر وضبط النفس والحلم ، (إذا غيرك مجنون خليك عاقل)
وإذا ما قدرت تضبط نفسك : لا تبدأ النقاش والحوار
6- الاحترام ، حتى وإن كان الآخرين مخطئين
وإلا : لا تحاور
7- نية الرجوع إلى الحق إذا تبين خطؤك
وإلا : لا تحاور
ثانياً : أثناء الحوار :
1- الاتفاق على أصول ومبادئ ثابتة يمكن الرجوع إليها
وإلا : لا فائدة من النقاش :انسحب:
2- تحديد نقاط الاتفاق والبدء بها ، وتحديد نقاط الخلاف وتأجيلها
وإلا : الخلاف مصير هذا النقاش :انسحب:
3- استخدام مصطلحات دقيقة و واضحة
وإلا : قد يحدث سوء تفاهم بين المتحاورين ثم :خلاف:
4- الأمانة العلمية ، وتكون في توثيق المعلومات ، والصدق فيها
وإلا : أنت لا تصلح للحوار :انسحب:
5- التدرج بالحوار ، فلا يتم خلط المواضيع
ولا ينتقل من موضوع حتى يتم الاتفاق على سابقه
وإلا : تعم العشوائية الحوار ، ولا يستفيد أي طرف ، ويحدث الخلاف :انسحب:
6- حسن الاستماع وتجنب المقاطعة ( هذه في حياتك الخاصة )
وتكون بالإصغاء للآخرين وعدم إشعارهم بالتجاهل أو التقليل من آرائهم
وإلا : أنت لست محاورا جيداً :انسحب:
7- محبة الآخرين و إشعار الآخرين بمحبتك لهم رغم الخلاف
وإلا : انسحب
8- انهاء الحوار بأدب و لباقة
وإلا : لا تنه الحوار :انسحب:
ثالثاً : بعد الحوار :
1- الرجوع إلا الحق إذا تبين خطؤك
وإلا : فقد أضعت وقتك و وقت الآخرين
2- احترام آراء الآخرين ومعتقداتهم مهما كانت
3- إذا ظهرت حجتك على خصمك واعترف بالحق
فعليك أن تشكره وتثني عليه
4- عدم التشهير بالآخرين إذا ثبت خطؤهم وعادوا إلى الحق
وإلا : أنت لست محاوراً جيداً
5- عدم الغل والحقد على الآخرين
يجب أن يسود اللقاء محبة و مودة متبادلة
6- اجتناب الاعجاب بالنفس عند الغلبة في الحوار
هل اصبح النت هايد بارك للمحامين ؟