الزملاء .... الزميلات
بعد مشوار طويل دام لأكثر من ربع قرن فى العمل النقابى بدأته عضواً بمجلس نقابة المحامين بالجيزة ثم أميناً عاماً فوكيلاً فنقيباً للجيزة لدورتين... فنقيباً عاماً.
ويعلم الله أننى خلال تلك الفترة لم أعمل لغير المصلحة العامة التى بدأتها، وقت أن كنت عضواً بالجيزة واستمرت حتى تلك الكلمات التى أسطرها لكم وللتاريخ.
وكان عملى يتسم بالعمل الجماعى الذى أردت من خلاله أن أقدم عدداً من المشروعات العامة التى لم تكن معروفة فى تاريخ نقابة المحامين كمشروعات الإسكان والأندية الرياضية وميكنة النقابة وتطويرها، وموقعها الإلكترونى والعديد من الأنشطة الأخرى المتميزة والتى كانت تدار من خلال المنظومة الجماعية والمشاركة الإيجابية للمحامين.
فضلا عن المحاور المهنية والقومية التى كنا نتقدم فيها جميعاً، حاملين لواء النقابة لمصلحة الوطن والمواطنين والتى كان آخرها ثورة الشباب فى 25 يناير والذين وصفناهم بأنهم صناع تاريخ، واستطاعوا أن يصنعوا ما لم يستطع أحد أن يصنعه من قبل، وأنهم حققوا لمصر إصلاحا سياسياً واجتماعياً واقتصادياً سوف تشهده البلاد، وقمت بتأدية دورى معهم كمواطن مصرى يحب مصر ويخلص لها وحارب من أجلها.
وتعلمون علم اليقين أن الحزب الوطنى فعل كل ما فى وسعه فى انتخابات النقابة العامة لإسقاطى إلا أنه لم يستطع نظراً لتأييدكم وثقتكم التى شرفت بها.
ولعلكم تعلمون أيضاً أن انضمامى للحزب كان منذ سبعة أشهر بمناسبة انتخابات الشورى عندما كان الحزب يحاول الاستعانة بشخصيات عامة، فكان انضمامى له من أجل النقابة ومن أجلكم، وكان ترشيحى للشورى بناء على موافقة مجلس النقابة العامة ونقباء الفرعيات.
وراعيت ضميرى ومن معى فى الحفاظ على المال العام وإعادة صياغة العمل بالنقابة بما يتوافق مع طموحات المحامين ومطالبهم.
رغم ما كنت أعانية من مواجهات بدأت من أول يوم فور إعلان نتيجة الانتخابات.. وكنت أترفع عن الرد عليها مكتفياً بالرد بالأعمال الإيجابية.
واثقاً من أن المحامين على مستوى مصر يتميزون بالوعى والإدراك الكامل.. وأنهم يستطيعون أن يقيموا الأمور حق تقييمها.. وأنهم خير أمة تدافع عن الحق.
ومع ذلك فإن المواجهات لا تنتهى أبداً سواء بمناسبة أو بدون مناسبة.. لدرجة أننى كنت أتعرض من البعض لسحب الثقة منذ الإعلان عن النتيجة، وحتى قبل أن يتبين أن أعمالى سيكتب لها النجاح من عدمه.
بل إن الأمرقد وصل إلى محاولة تشويه أى عمل إيجابى نقوم به ومحاولة طمس معالمه بكافة الأساليب.
ونظراً إلى أن تلك المواجهات لا تنتهى عند حد معين.. وأننى قد أعتدت أن أعمل فى مناخ يسوده الهدوء والاستقرار حتى نحقق طموحات المحامين.. مثلما كان يحدث وقت أن كنت نقيبا للجيزة.
ومع ذلك فقد تحملت ما لم يتحمله بشر فى سبيل تحقيق رسالتى وبرنامجى الخدمى لكم.. وكنت قد أردت أن يعلو اسم نقابة المحامين ليتحدث عنه العالم.. وأن أرتفع بالمهنة لنعيد لها مكانتها.
إلا أنه يبدو أن المواجهات لم ولن تنتهى، الأمر الذى من أجله يصعب أن أقدم لكم كل ما وعدت به.. وإن كنت قد قدمت البعض منه.. ولكن الآن أصبح الاستمرار فى العطاء لا يتناسب مع الجهد الذى يجب أن يبذل.. ومع المواجهات التى لا تنقطع.
الأمر الذى من أجله عرضت عليكم تلك السطور بكل أمانة داعياً المولى أن نتوحد على كلمة سواء حرصاً على النقابة وعلى الأجيال المقبلة، واضعاً بالاعتبار أن المصلحة العامة هى التى يجب أن نستظل بها ونرعاها.. وعلينا جميعاً أن نوفر هذا المناخ حتى يتسنى لنا أن نعمل ونحقق ما وعدنا به.. أما الاستمرار فى ظل هذا المناخ فلن يكون مناسباً لأن أؤدى الأمانة التى تعهدت بها أمامكم ولن أملك وقتذاك بديلاً آخر عن الاستقالة.. وهى كلمة صعبة على نفسى حتى لا يقال إننى تخاذلت عن خدمتكم.. ولكن الأمر أصبح عسيراً فى ظل هذه الظروف.. وهذه حقائق أذكرها لكم وسوف يأتى يوماً يذكرها التاريخ.
هذه رسالة أسطرها من القلب.. ودعوة للتوحد... لنستكمل المسيرة التى بدأناها سويا من أجل نقابة المحامين والأجيال القادمة.... والبديل لذلك فهو انضمامى إلى صفوفكم مكتفياً بثقتكم التى شرفت بها على مدى أكثر من ربع قرن.
عاشت نقابة المحامين.. وعاش أبناؤها المخلصون.
والله ولى التوفيق؛؛؛
حمدى خليفة
نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب