الخسائر المالية لأزمة المحامين والقضاة ( 2 )
المعركة التى تدور رحاها الآن بين المحامين والقضاه إنتقلت من ساحة المحاكم لتضم العديد من الأطراف الاخرى بداية من رجل الشارع العادى ومرورا بطرفى الصراع أنفسهم وانتهاء بأصحاب القضايا والذين صبوا غضبهم على الطرفين فى الفترة الاخيرة بعد أن ضاعت مصالحهم الأزمة الأخيرة لم تقتصر خسائرها فقط على النواحى المعنوية بين الجانبين بل امتدت لتشمل النواحى المادية فالعديد من المحامين أعلنوا خواء جيوبهم بسبب الأزمة ..الأمر تطور أكبر من ذلك ليصل الى حد قتل النفس وهذا ماحدث منذ أيام قليلة عندما قتل محامى نفسه شنقا بسبب مروره بضائقة مالية بسبب توقفه عن العمل منذ بداية الأزمة ..الأكثر تضررا من هذه الفئة هم شباب المحامين والذين يعتمدون على العمل اليومى بالمحامكم كمصدر رئيسى لأرزاقهم ..أما بالنسبة للقضاة متمثلين فى وزارة العدل فقد أعلنت العديد من المحاكم إفلاسها على رأسها محكمة اسيوط وذلك بسبب توقف المحامين عن سداد الرسوم القضائية وهذا ماأدى إلى خواء خزائن المحاكم ..الخسائر لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت لتصل إلى المواطنين أنفسهم الذين يعتمدون على العمل أمام المحاكم كمصدر رئيسى لأقواتهم ؛فهناك الآف المقاهى ومكتبات التصوير ومحلات الاطعمة وغيرها الكثير الذى أعلن اصحابها خراب بيوتهم بسبب ازمة جناحى العدالة ..أيضا أصحاب القضايا"الموكلين" كان لهم نصيب فى هذه الأزمة وأكبردليل على ذلك ماأعلنه المتنازعون فى أسيوط بأنهم تضرروا كثيرا من جراء الأزمة الحالية بسبب عدم الفصل فى قضاياهم مؤكدين أنه فى حالة استمرار الوضع الحالى فأنهم سوف يعتصمون تضامنا مع المحامين ولعودة حقوقهم إليهم فقد فتحت هذا الملف الشائك وسوف تتناوله فى اربعة حلقات منفصلة يتحدث فيها الأطراف الأربعة المحامون والقضاة والمواطنون وأصحاب القضايا عن خسائرهم المادية من الأزمة الأخيرة لقضاة
المواطنون :
نحن أكثر المتضررين من الأزمة الأخيرة يقول محمد حسن صاحب كافيتريا «الحسن» بجوار محكمة شبرا: إن أزمة المحامين والقضاة أصابتنا بالشلل مؤكداً أن دخله انخفض إلى الربع منذ بداية الأزمة وأشار إلى أنه سيضطر إلى الاستغناء عن بعض العمال لديه إذا استمرت هذه الأزمة لعدم وجود موارد تغطى تكلفة مرتباتهم.
ويوضح أنه بدأ بالفعل تخفيض مرتبات العاملين إلى الربع لأن عملهم متوقف على عمل الموكلين والمحامين. واستنكر قائلاً: إذا كانوا يريدون من يصلحهم نذهب ونصلحهم حتى ينصلح حالنا معهموأضاف أنه أصبح مدينا بسبب عدم قدرته على سداد إيجار الكافتيريا أما محمد ابراهيم صاحب مكتبة تصوير فيقول : مصيرنا مرهون بإنتهاء الأزمة بين القضاة والمحامين.. مشيراً إلى انخفاض دخلهم بنسبة 40% منذ بداية الأزمة ويتخوف من استمرار هذه الأزمة موضحاً أن مصدر رزقهم سيتوقف بعد انتهاء الدراسة مؤكداً على أن عملهم أصبح متوقفا على تصوير أوراق الإجراءات العادية للموظفين رغم أن مصدر رزقهم كله من تصوير أوراق المرافعات التى توقفت نتيجة وقف القضايا. أشرف نصر عامل بإحدى ا لكافتريات بجوار المحكمة يقول: أن أجره قل من 35 جنيهاً إلى 15 جنيهاً فى اليوم الواحدوأكد أن مصيره مرهون بنهاية الأزمة مؤكداً على أن صاحب الكافتريا سيستغنى عنهم ويعمل وحده فى الكافتريا لأنه لن يجد الإيجار إذا استمرت الأزمة أكثر من ذلك. أما نشوى جاد عاملة بمكتبةلتصوير وكتابة المستندات فقد أكدت أن أعمال الكتابة والتصوير انخفضت إلى 25% وأضاف أنهم يتوقفون عن العمل منذ الساعة الواحدة والنصف مشيرة إلى أن عملهم أصبح متوقفا على كتابة الشكاوى والتوكيلات مما خفض دخلهم منالعمل بالكتابة إلى 10 جنيهات بدلاً من 30 جنيهاً ويعلق عبدالفتاح إمام صاحب محل كشرى بجوار المحكمة على الأزمة قائلاً: إحنا زعلانين على المحامين والقضاة لأننى كمواطن عادى أنظر إليهم على أنهم طرفا العدالة وليس طرفى نزاع ولذلك أطالبهم بالتحلى بقدر من العقل. ويشير ضاحكاً إلى أن هذه الأزمة جاءت فى مصلحته لأن أفراد الأمن أصبحوا واقفين أمامه طوال النهار وىأكلون كشرى مما عوضه عن الخسائر التى سببتهاالأزمة.
ويتساءل ربيع عبد الكريم صاحب بوفية داخل المحكمة من أين سأدفع إيجار الثلاثة بوفيهات التى يصل إيجارها فى الشهر إلى 22 ألف جنيه؟ موضحاً أنه سيتم رفع الاىجار إلى 28 ألف جنيه الشهر القادم. ويتساءل أىضاً كيف يوفر مرتبات سبعة عشر عاملاً يعملون معه مرتب كل عامل 25 جنيهاً يومياً؟!.. مضيفاً أنه منذ بداية الأزمة لم يستطع دفع مرتبات هؤلاء العمال مشيرا إلى أنه أنه سيترك المكان آخر الشهر إذا استمرت الأزمة. ويتمنى حسنى الأسيوطى صاحب بوفية بالمحكمة أن تنتهى هذه الأزمة إلى هذا الحد خاصة بعد انخفاض دخله أما عماد عكاشة عامل فى بوفية باحد المحاكم فيقول: لم اتأثر بشكل كبير لأن عملى يعتمد بصفة رئيسية على وكلاء النابة أما جورج عدلى صاحب شركة «الطاحونة» لإدارة وتشغيل البوفيهات بمحكمة عابدين ومدينة نصر فأبدى غضبه الشديد لخسارته الفادحة منذ بداية الأزمة وقال: إن الوضع أصبح لا يحتمل حيث إن الاقبال على الشراء لا يتعدى الـ10% عما كان قبل الأزمة وليس عندى فقط بل عند جميع أصحاب البوفيهات على مستوى جميع المحاكم مع العلم أننا ندفع ايجارات لهذه البوفيهات وتساءل عدلى من أين ندفع الايجار وأجرة العمال بالبوفية؟ حسنى امين ومحمود جمال شابان يبيعان الكتب أمام أحد المحاكم أكدا أنهما عاطلان منذ بداىة الأزمة حيث إنهما ىفترشان الرصيف لبيع كتب القانون والاستشارات القانونية وكل ما يخص ويفيد المحامين ولكن وبدون سابق إنذار فوجئنابإضراب المحامين مما أدى إلى خراب بيوتنا .