أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء الموعد الرمزي لانتهاء العمليات القتالية للجيش الأمريكي في العراق بعد سبعة أعوام على اجتياح كان يعارضه منذ البداية وفيما يبدو ان البلاد لاتزال بعيدة عن الاستقرار.
وألقى أوباما من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض خطابا متلفزا موجها الى مواطنيه. وقبل ذلك زار قاعدة عسكرية في تكساس (جنوب) والتقى جنودا عادوا في الآونة الاخيرة من العراق.
من جهته قام نائبه جو بايدن بزيارة الى العراق.
واكد أوباما للأمريكيين الاحد في حديث لشبكة «ان بي سي» ان التوقيت مناسب للانسحاب من العراق.
وقال إن «مستوى العنف يتراجع تدريجيا والقوات الأمنية العراقية تقوم بعملها جيدا أو حتى أفضل مما كنا نتوقع».
وفي خطابه الثاني خلال رئاسته الذي ألقاه بشكل رسمي من المكتب البيضاوي، تطرق أوباما الى ميدان العمليات الثاني للجيش الأمريكي وهو أفغانستان حيث اختار التصعيد وزاد عديد القوات الأمريكية بثلاثة أضعاف منذ بدء ولايته.
بوش وأوباما
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض ان الرئيس الأمريكي اتصل بسلفه جورج بوش قبل إلقاء خطابه حول العراق.
وكان الرئيس أوباما قد اتصل ببوش قبل إلقاء خطابه في 27 فبراير 2009 الذي أعلن فيه انسحاب القسم الأكبر من القوات الأمريكية قبل نهاية أغسطس 2010.
وتفقد أوباما جنودا أصيبوا بجروح خلال معارك.
وغادر أوباما البيت الأبيض في موكب بعيد الظهر وتوجه الى مستشفى «وولتر ريد» العسكري في شمال واشنطن، بحسب الصحافيين الذين يرافقونه في تنقلاته. ولم يسمح للإعلام بمتابعته داخل المبنى.
وتوجه أوباما قبل ذلك الى قاعدة عسكرية في تكساس (جنوب) ثم التقى جنودا عادوا أخيرا من العراق.
قلق
وأعرب قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي اوديرنو عن قلقة من الأزمة السياسية التي يمر بها العراق، معتبرا خلال مقابلة ان عدم التوصل الى تشكيل حكومة يسيء الى ثقة العراقيين في الديموقراطية.
وقال اوديرنو الذي سيغادر منصبه الاربعاء إنه يأمل في ان المفاوضات من أجل تشكيل حكومة ستنجح معتبرا انه لايزال أمام المسؤولين العراقيين «اربعة او ستة او ثمانية اسابيع» قبل التوصل الى ذلك.
واضاف في المقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» انه في حال تجاوزت المفاوضات «الاول من أكتوبر ما معنى ذلك؟ هل سيتم إجراء انتخابات جديدة؟ انا قلق بعض الشيء»، معتبرا ان هناك مخاطر تحدق بالديموقراطية الهشة في العراق.
وتابع «كلما استغرقت (المفاوضات) وقتا، كلما يمكن أن يشعر (العراقيون) بالإحباط إزاء العملية نفسها».
بايدن
ووصل بايدن الى بغداد مساء الاثنين في زيارة غير معلنة.
وسيجري بايدن محادثات مع قادة الكتل السياسية العراقية تتركز حول تشكيل الحكومة الجديدة التي طال انتظارها والاطلاع على مواقفهم من هذه القضية.
كما حضر مراسم انتهاء المهام القتالية لقوات بلاده في العراق.
ونقل عن مصدر في السفارة الأمريكية في بغداد أن بايدن سيناقش مع المسؤولين العراقيين أسباب التأخر في تشكيل الحكومة العراقية والانسحاب الأمريكي من البلاد.
دبلوماسية خشنة
ولاحظت «الوطن» انتشارا كثيفا لقوات الشرطة والجيش العراقي التي زودت بكل ما هو متوفر من مدرعات وآليات لإظهار معايير الهيبة لللقوات العراقية في شوارع العاصمة بغداد، ووزعت هذه الآليات عند نقاط السيطرة في مفارق الطرق وزود حتى رجال شرطة المرور ببنادق آلية لحماية انفسهم من ترجيحات أمنية بحدوث أعمال عنف تستثمر نهاية عمليات «تحرير العراق». ولم يستبعد القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي في بيان صدر عن مكتبه قيام العصابات الإرهابية باعتداءات جديدة داعيا القوات المسلحة الى اليقظة والحذر والعمل على حماية المواطنين ومؤسسات الدولة.
واختلفت مواقف الكتل البرلمانية من زيارة بايدن للعراق، ما بين مساعيه لتقريب وجهات النظر بين قائمتي العراقية ودولة القانون لتقاسم السلطة وبين انعكاسات ذلك على التحالفات الجارية بين دولة القانون والائتلاف الوطني من جهة وبين العراقية والائتلاف الوطني أيضا. وتؤكد مصادر برلمانية مطعلة لـ«الوطن» ان بايدن لا يمتلك اي جديد ليطرحه على المتفاوضين حول تشكيل الحكومة سوى كلمات الضغط الدبلوماسي لتسريع تشكيل الحكومة قبل شهر اكتوبر المقبل، مشيرة الى ان لسان بايدن السليط ودبلوماسته الخشنة لا تجد نفعا في التعامل مع الفرقاء العراقيين خلال مباحثاته معهم.
وقال عضو التحالف الكردستاني محمود عثمان، في تصريحات صحافية إن «الهدف من زيارة نائب الرئيس الامريكي هو اعادة التقارب بين ائتلافي العراقية ودولة القانون».. مشيراً الى ان «الإدارة الأمريكية ترغب بهذا الأمر، وبخاصة بعد الانباء عن تقارب دولة القانون والوطني وإمكانية إحياء التحالف الوطني».
من جانبها أكدت القائمة العراقية ان زيارة بادين تأتي في اطار بحث ملف الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق، مؤكدة ان الزيارة ليست ذات تأثير مهم على مفاوضات تشكيل الحكومة، فيما شدد نائب عن ائتلاف دولة القانون على ان الزيارة لا تأتي لدعم المالكي وفرضه على الكتل الاخرى. .جريدة الوطن.